شومان.. نحتاج لجهود كبيرة لضبط الخطاب الإعلامي والديني والثقافي من المتطفلين عليه
المشاركون في حوار الأزهر المجتمعي بجامعة بني سويف: مصر دولة لا تفرق بين أبنائها
الاهتمام بالتعليم .. استعادة ثقة الشباب .. ضبط الخطاب الإعلامي .. أهم التوصيات
برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يواصل الأزهر الشريف عقد لقاءات الحوار المجتمعي مع الشباب في مختلف المحافظات، حيث نظم، اليوم الثلاثاء 27 ديسمبر، حوارا مجتمعيا مع طلاب جامعة بني سويف، بحضور أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر، والمهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، وأ.د/ أمين لطفي، رئيس جامعة بني سويف، حيث تناول اللقاء إلقاء الضوء على الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف في مواجهة التيارات الفكرية التي تحاول التغرير بالشباب وخداعهم.
وأكد المشاركون في الحوار أن مصر دولة لا تعرف التفرقة بين أبنائها، وأن الشباب المصري اليوم يحتاج إلى أن نأخذ بيده ونوجهه نحو المستقبل ونعيد إليه الثقة التي افتقدها خلال السنوات الماضية، مشددين على ضرورة الاهتمام بالتعليم للشباب وتمكينهم من المشاركة وأن يأخذوا دورهم.
وفي بداية كلمته، قدم وكيل الأزهر التهنئة لجميع الإخوة المسحيين في مصر بمناسبة أعيادهم، قائلاً: إننا نهدف من خلال الحوار المجتمعي مع الشباب، الإطلاع على فكرهم وإبعاد الحيرة عن عقولهم لأننا نعلم أنهم متحيرون نتيجة ما يتلقونه يوميا عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي من أفكار وفتاوى، حتى أصبح ما يبث عبر تلك الوسائل يطغى على تكوين الفكر الصحيح لديهم، وهو ما شوش الفكر والثقافة لديهم نظرًا لعدم اكتمال المعلومة، مؤكدًا أننا نحتاج لجهود كبيرة لضبط الخطاب الإعلامي والديني والثقافي من المتطفلين عليه حتى نحمي الشباب من محاولات اختطافهم من تلك الأفكار التي شوهت علينا قيمنا ومبادئنا السمحة التي علمنا إياها الإسلام.
وأشار وكيل الأزهر إلى الجرائم التي ارتكبت مؤخرًا سواء أمام مسجد السلام أو حادث الكنيسة البطرسية، والتي تؤكد أن أصحاب الأفكار التخريبية لا يفرقون بين مسلم وغيره، مؤكدًا أن أقباط مصر لهم عندنا كمسلمين مكانة خاصة فقد وصانا بهم الرسول عليه الصلاة والسلام، فإنفاذ وصية الرسول عليه الصلاة والسلام توجب علينا أن نرعاهم وأن لا نسمح لأحد بأن يؤذهم.
وأوضح أن حادثة مقتل السفير الروسي كانت مؤلمة جدًا بسبب الكلمات التي أطلقها قاتله واصفًا إياه بالكذاب، فالرسول منع الاعتداء على السفراء والأمنين وأنه أمر بقتل مسلم قتل غير مسلم غيلة وقال (أنا أحق من وفي بذمته)، متسائلاً كيف عاهد هذا القاتل الرسول وهو لم يعرف حتي تعاليم دينه التي حرمت قتل الآمنين؟!.
وحذر الشباب من محاولات اختطافهم من تلك الجماعات التي تحاول أن تبعدهم عن الطريق الصحيح إلى الفكر الإجرامي، موجهًا رسالته للشباب قائلاً: إن مصر لن تنهض إلا بسواعدكم وبفضل وعيكم وبفضل مواجهة فكر هؤلاء المخربون.
وخلال الحوار مع الشباب أكد وكيل الأزهر أن نجاح الحوار المجتمعي مرهون بتضافر كافة المؤسسات الإعلامية والثقافية والشبابية مع الأزهر والكنيسة والأوقاف لبث خطابي ثقافي وفكري قادر على تصحيح كثير من الأفكار والرؤي الخاصة بالإبداع والحرية وكافة المعارف التي تبني ثقافة الشباب.
كما أكد وكيل الأزهر على أهمية دور الإعلام وتأثيره على عقل الشباب، فالإعلام يستطيع أن يقدم الكثير وعلى القائمين عليه المشاركة الفاعلة خاصة في هذه المرحلة المهمة التي تسهم كثيرًا في تكوين فكر الشباب، فالكلمة أمانة ولها خطر شديد، وقد تلقي بصاحبها في مشاكل كثيرة ويكفي أنها تغضب الله إذا تسببت في إيذاء أي انسان.
وشدد وكيل الأزهر أن الحرية ليست مطلقة، فليس من حق إنسان أن يتناول غيره ظلما وزورًا وبهتانًا، فهذه جريمة وليست حرية، فالإسلام حدد معنى الحرية التي لا تضر بالأخرين.
وعن قناة الأزهر، قال د /عباس شومان، نتوقع الانتهاء من العمل على بنائها وإطلاقها خلال عام وستكون قناة عامة تليق باسم الأزهر فلا نريدها أن تظهر وتختفي وستكون صادقة في كل شيء.
وعن تجديد الخطاب الديني، قال وكيل الأزهر إن هناك تناولاً خاطئا للقضية من قبل البعض خاصة من يريد منهم هدم الثوابت، مؤكدًا أن الأزهر مؤمن بقضية التجديد ومهموم بها، فالإسلام دين متجدد وتطور العصر يجب أن تواكبه الشريعة الإسلامية حتى تساعد الناس في حياتهم المعاصرة، دون مساس بالثوابت التي لا تقبل التغيير فالثابت في شريعتنا أقل كثيرا من المتغير.
وقال محافظ بني سويف، إن مشاركة الشباب يجب أن تكون على أرض الواقع، نحتاج لدعم الشباب بقوتهم وفكرهم وكل فكرة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع نرحب بتنفيذها فورا.
وفي رده عن سؤال حول الوحدة الوطنية قال المهندس شريف حبيب، إن بيت العائلة المصرية بالمحافظة يعمل على أرض الواقع وأطلقنا مبادرة بزراعة مليون شجرة زيتون (رمز السلام) للتأكيد على العمل والمشاركة الوطنية.
وقال رئيس جامعة بني سويف، ما زالت الآثار المؤلمة للحادث الغادر للكنيسة البطرسية وقبلها ما حدث أمام مسجد السلام عالقة بأذهاننا، فيجب أن يقف الشعب بكل مؤسساته ضد الإرهاب والتطرف، وضد من يدبر ويخطط لهؤلاء، مشيرا إلى أن عقد الحوار المجتمعي هام وهادف ويجب أن يكون مستمرًا طوال العام لنطرح منظومة الفكر والقيم والأخلاق للحوار ونعيد طرح الأفكار التي تستعيد تلك المنظومة التي خطفتها منظومة التكنولوجيا وتطورها، موضحا أن الجامعة لها دور كبير في بناء شخصية الشباب وتأهيلهم ليس لسوق العمل فقط ولكن للانخراط في المجتمع كمواطن سوي قادر على خدمة وطنه بأخلاقه قبل علمه.
وقال القمس جبريال، ممثل الكنيسة المصرية، إن مفهوم التغيير يعني أن نترك الماضي ونتطلع للحاضر والمستقبل برؤى مختلفة تتخطى سلبيات الماضي مستمدة الطاقة من الإيجابيات، مشيرا إلى أن محبة الوطن توجب علينا التفاني في الجهد والعطاء من أجل نهضته، مع ضرورة تقبل الآخر بالحب والعطاء.
وأكد أن تجديد فكر الشباب يساهم كثيرا في تحقيق التقدم للوطن، نحتاج إلى تجديد شامل في الخطاب الديني والثقافي والصحي والعملي و في كل الاتجاهات.